الباب السابع عشر في وفود بلي إليه صلى الله عليه وسلم روى ابن سعد (1) عن رويفع بن ثابت البلوي (2) رضي الله تعالى عنه قال: قدم وفد من قومي في شهر ربيع الأول سنة تسع فأنزلتهم في منزلي ببني جديلة، ثم خرجت بهم حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع أصحابه في بيته في الغداة. فسلمت. فقال:
(رويفع). فقلت: لبيك. قال: (من هؤلاء القوم؟). قلت: قومي. قال: (مرحبا بك وبقومك).
قلت: يا رسول الله قدموا وافدين عليك مقرين بالاسلام وهم على من وراءهم من قومهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يهده للاسلام). قال: فتقدم شيخ الوفد أبو الضبيب (3) فقال: (يا رسول الله انا قدمنا عليك لنصدقك ونشهد أن ما جئت به حق، ونخلع ما كنا نعبد ويعبد آباؤنا). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي هداكم للاسلام، فكل من مات على غير الاسلام فهو في النار). وقال له أبو الضبيب: يا رسول الله اني رجل لي رغبة في ا لضيافة فهل لي في ذلك أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم، وكل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة). قال: يا رسول الله ما وقت الضيافة؟ قال: (ثلاثة أيام فما بعد ذلك فصدقة ولا يحل للضيف أن يقيم عندك فيحرجك). قال: يا رسول الله أرأيت الضالة من الغنم أجد ها في الفلاة من الأرض. قال: (لك ولأخيك أو للذئب). قال: فالبعير. قال: (مالك وله، دعه حتى يجده صاحبه). (قال رويفع): وسألوا عن أشياء من أمر دينهم فأجابهم. ثم رجعت بهم إلى منزلي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي بحمل تمر يقول: (استعن بهذا التمر). قال: فكانوا يأكلون منه ومن غيره.
فأقاموا ثلاثا، ثم جاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعونه فأمر لهم بجوائز كما كان يجيز من كان قبلهم ثم رجعوا إلى بلادهم.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
بلي: بفتح الموحدة وكسر اللام وتشديد الياء: حي من قضاعة.