الباب الخامس والثلاثون في سرية أبان بن سعيد بن العاص بن أمية رضي الله تعالى عنه قبل نجد في جمادى الآخرة سنة سبع روى أبو داود في سننه وأبو نعيم في مستخرجه وتمام الرازي في فوائده: موصولات البخاري في صحيحه تعليقا عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد على سرية من المدينة قبل نجد، فقدم أبان وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر بعدما افتتحها. وان حزم خيلهم لليف - وفي رواية الليف قال أبو هريرة: (قلت يا رسول الله: لا تقسم لهم) قال أبان: (وأنت بهذا وبر تحدر من رأس ضأن) - وفي رواية: (من رأس ضال). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبان اجلس)، فلم يقسم لهم (1).
تنبيهات الأول: قال الحافظ: لا أعرف هذه السرية.
الثاني: وقع في الصحيحين (2) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعدما فتحها، فقلت: يا رسول الله أسهم لي؟). فقال بعض ولد سعيد بن العاص: (لا تسهم له يا رسول الله). فقلت: (هذا قتل ابن قوقل). فقال أبان بن سعيد بن العاص: (واعجبا لوبر تدلي علينا). - وفي رواية: (واعجبا لك وبر تدأدأ من قدوم ضأن ينعي علي قتل رجل أكرمه الله على يدي ومنعه أن يهينني بيده) الحديث.
وابن سعيد هذا هو أبان بلا شك، ففي الرواية ان أبا هريرة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسهم له. وفي الرواية الأولى ان ابان هو السائل وان أبا هريرة أشار بمنعه فلذلك قيل وقع في إحدى الروايتين ما يدخل في قسم المقلوب. ورجح الإمام محمد بن يحيى الذهلي الرواية السابقة ويريد وقوع التصريح فيها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبان اجلس) ولم يقسم له.
ويحتمل الجمع بينهما بأن يكون أبان نعي عليه بأنه قاتل ابن قوقل وان أبان احتج على أبي هريرة بأنه ليس ممن له في الحرب يد ليستحق بها النفل فلا يكون فيه قلب.
الثالث: في بيان غريب ما سبق:
نجد: بفتح النون وسكون الجيم.
أبان: بالصرف وعدمه وجحه ابن مالك.