الباب السادس والعشرون في سرية زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهما إلى وادي القرى في رجب، كما ذكره ابن إسحاق والبلاذري وزاد وقد تجمع بها قوم من مذحج وقضاعة ويقال بل تجمع بها قوم من أفناء مضر، فلم يلق كيدا.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
وادي القرى: بضم القاف وفتح الراء، تقدم.
البلاذري: بفتح الموحدة وضم الذال المعجمة.
مذحج: بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة، وبالجيم: قبيلة من اليمن.
الأفناء: بالفاء والنون كأحمال. الاخلاط: للرجل إذا لم يعرف من أي قبيلة.
الباب السابع والعشرون في سرية عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما إلى دومة الجندل في شعبان سنة ست روى ابن إسحاق، ومحمد بن عمر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال له: (تجهز فاني باعثك في سرية من يومك هذا أو من الغد إن شاء الله تعالى) (1). قال عبد الله: فسمعت ذلك فقلت لأدخلن فلأصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة ولأسمعن وصيته لعبد الرحمن بن عوف قال: كنت عاشر عشرة رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، وأبو سعيد الخدري (رضي الله تعالى عنهم، وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل فتى من الأنصار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس، فقال: يا رسول الله أي المؤمنين أفضل؟ فقال: (أحسنهم خلقا).
قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: (أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم استعدادا له قبل أن ينزل بهم، أولئك الأكياس). ثم سكت الفتى وأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معشر المهاجرين:
خمس خصال إذا نزلن بكم وأعوذ بالله أن تدركوهن انه لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا