الباب الثامن والخمسون في سرية قيس بن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنهما لصداء ناحية اليمن قال ابن إسحاق لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة سنة ثمان بعث قيس بن سعد بن عبادة إلى ناحية اليمن وأمره ان يطأ صداء، فعسكر بناحية قناة في أربعمائة من المسلمين. فقدم رجل من صداء فسأل عن ذلك البعث فأخبر به فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله جئتك وافدا على من ورائي فاردد الجيش فأنا لك بقومي). فردهم من قناة وخرج الصدائي إلى قومه، فقدم منهم بعد ذلك خمسة عشر (رجلا) فأسلموا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انك مطاع في قومك يا أخا صداء). فقال: بل الله هداهم. ثم وافاه في حجة الوداع بمائة منهم.
وهذا الرجل هو الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ان يؤذن ثم جاء بلال ليقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان أخا صداء هذا أذن ومن أذن فهو يقيم) (1). واسم أخا صداء هذا زياد بن الحارث، نزل مصر.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
صداء: بضم الصاد وفتح الدال المهملتين وبالمد: حي من العرب.
الجعرانة: بكسر الجيم وسكون العين المهملة وتخفيف الراء (أو كسر العين المهملة) وتشديد الراء.
يطأ صداء: أي يدخل أرضهم.
عسكر: جمع عسكرة.
قناة: بفتح القاف وبالنون واد بالمدينة.
أنا لك بقومي: أتكفل لك بقومي أي بمجيئهم مسلمين. وفي رواية: وأنا لك باسلام قومي وطاعتهم.