الباب الموفي المائة فيما ورد من قدوم هامة بن أهيم بن لا قيس بن إبليس واسلامه ان صح الخبر.
روى عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد، والعقيلي في الضعفاء، وابن مردويه في التفسير من طريق أبي سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري أحد الضعفاء، عن محمد بن أبي معشر، عن عبد العزيز بن أبي بجير أحد المتروكين، ثلاثتهم عن أبي معشر عن نافع عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنهم، وأبو نعيم في الحلية من طريق ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وأبي نعيم، والبيهقي معا في الدلائل، والمستغفري (في الصحابة وإسحاق بن إبراهيم) المنجنيقي من طريق أبي محصن الحكم بن عمار (عن الزهري عن سعيد بن المسيب) قال:
عمر بن الخطاب. وأخرجه الفاكهي في كتاب مكة من طريق عزيز الجريجي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل من جبال تهامة خارج مكة إذ أقبل شيخ متوكئ على عصا - وفي لفظ: بيده عصا - فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام، وقال: (نغمة الجن ومشيتهم) - وفي رواية: (جني ونغمته - من أنت؟) قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس بينك وبين إبليس الا أبوان) قال: نعم. قال: (فكم أتى عليك الدهر؟) قال: قد أفنت الدنيا عمرها الا قليلا. كنت ليالي قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام، أفهم الكلام، وأمر على الآكام، وآمر بافساد الطعام وقطيعة الأرحام وأأرش بين الناس (وأغري بينهم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم والفتى المتلوم).
قال: دعني من اللوم، فقد جرت توبتي على يدي نوح عليه السلام، وكنت معه فيمن آ من به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني، وقال: لا جرم، اني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
وفي رواية عمر: قلت: يا نوح، اني ممن شرك في ذم السعيد الشهيد هابيل ابن آدم فهل تجد لي من توبة؟ قال: يا هام، هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة، اني قرأ ت فيما أنزل الله عز وجل علي أنه ليس من عبد تاب إلى الله بالغا ذنبه ما بلغ الا تاب الله عليه، قم فتوضأ واسجد لله سجدتين. قال: ففعلت من ساعتي ما أمرني به، فناداني: ارفع رأسك فقد أنزلت توبتك من السماء. فخررت لله ساجدا.
وكنت مع هود عليه السلام في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني، فقال: لا جرم، اني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.
وكنت أزور يعقوب، وكنت مع يوسف بالمكان المكين وكنت ألقى الياس في الأودية