تلك الصفات التي هي الدلالة والعلامة لكن وقت بعثه المهدي وظهوره وولادته هو في آخر أوقات الدنيا عند ظهور الدجال ونزول عيسى بن مريم صلوات الله عليه وذلك سيأتي بعد مدة مديدة ومن الان إلى ذلك الوقت المتراخي الممتد أزمان متجددة وفي العترة الطاهرة من سلالة فاطمة عليها السلام كثيره يتعاقبون ويتوالدون إلى ذلك الا بان فيجوز ان يولد من السلالة الطاهرة والعترة النبوية من يجمع تلك الصفات فيكون هو المهدي المشار إليه في الأحاديث المذكورة ومع هذا الاحتمال والامكان كيف يبقى دليلكم مختصا بالحجة المذكور عليه السلام.
فالجواب انكم إذا اعترفتم انه إلى وقت ولادة الخلف الصالح وإلى زماننا هذا لم يوجد من جمع تلك الصفات والعلامات بأسرها سواه فيكفي ذلك في ثبوت تلك الأحكام له عملا بالدلالة الموجودة في حقه وما ذكرتموه من احتمال ان يتجدد مستقبلا في العترة الطاهرة من يكون بتلك الصفات لا يكون قادحا في اعمال الدلالة ولا مانعا من ترتب حكمها عليها فان دلالة الدليل راجحة لظهورها واحتمال تجدد ما يعارضها مرجوح ولا يجوز ترك الراجح بالمرجوح فإنه لو جوزنا ذلك لامتنع العمل بأكثر الأدلة المثبتة للأحكام إذ ما من دليل الا واحتمال تجدد ما يعارضه متطرق إليه ولم يمنع ذلك من العمل به وفاقا.
والذي يوضح ذلك ويؤكده ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أورده الإمام مسلم بن الحجاج رضي الله عنه في صحيحة يرفعه بسنده قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتي عليك من امداد أهل اليمن أويس بن عامر بن مراد ثم من قرن كان به برص فبرء منه الا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبر قسمه فان استطعت ان يستغفر لك فافعل فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم