ذكر اسمه ونسبه وصفته وجعل ذلك علامة ودلالة على أن المسمى بذلك الاسم المتصف بتلك الصفات لو أقسم على الله لأبر قسمه وانه أهل لطلب الاستغفار منه وهذه منزلة عالية ومقام عند الله تعالى عظيم ولم يزل عمر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه يسأل امداد أهل اليمن عن الموصوف بذلك حتى قدم وفد من اليمن فسألهم فأخبر بشخص متصف بذلك فلم يتوقف عمر رضي الله عنه في العمل بتلك العلامة والدلالة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل بادر إلى العمل بها واجتمع به وسأله الاستغفار وجزم بأنه المشار إليه بالحديث النبوي لما علم تلك الصفات فيه مع وجود احتمال ان يتجدد في وفود اليمن مستقبلا من يكون بتلك الصفات فان قبيله مراد كثيرة والتولد فيها كثير وعين ما ذكرتموه من الاحتمال موجود.
وكذلك قضية الخوارج الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصفات ورتب عليها حكمهم ثم بعد ذلك لما وجد علي عليه السلام تلك الصفات موجودة في أولئك في واقعة حروري والنهروان جزم بأنهم هم المرادون بالحديث النبوي وقاتلهم وقتلهم فعمل بالدلالة عند وجود الصفة مع احتمال ان يكون المرادون غيرهم وأمثال هذه الدلالة والعمل بها مع قيام الاحتمال كثيرة فعلم أن الدلالة الراجحة لا تترك لاحتمال المرجوح نزيده بيانا وتقريرا فنقول بثبوت الحكم عند وجود العلامة والدلالة لمن وجدت فيه أمر يتعين العمل به والمصير إليه فمن تركه وقال بان صاحب الصفات المراد باثبات الحكم ليس هو هذا بل شخص غيره سيأتي وقد عدل عن النهج القويم ووقف نفسه موقف اللئيم ويدل على ذلك أن الله عز وعلا لما انزل في التورية على موسى صلى الله عليه وآله وسلم انه يبعث النبي العربي في آخر الزمان خاتم الأنبياء ونعته بأوصافه وجعلها علامة ودلالة على اثبات حكم النبوة وصار قوم موسى