فالجواب لا بد قبل الشروع في تفصيل الجواب من بيان أمرين يبنى عليهما الغرض فالأول انه سايغ شايع في لسان العرب اطلاق لفظه الأب على الجد الأعلى وقد نطق القرآن الكريم بذلك فقال الله ملة أبيكم إبراهيم وقال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ونطق صلى الله عليه وآله وسلم بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكاه عن جبرئيل عليه السلام في حديث الاسراء انه قال قلت من هذا قال أبوك إبراهيم فعلم أن لفظة أب تطلق على الجد وان علا فهذا أحد الامرين.
الامر الثاني ان لفظة الاسم تطلق على الكنية وعلى الصفة وقد استعملها الفصحاء ودارت بها ألسنتهم ووردت في الأحاديث حتى ذكرها الإمامان البخاري ومسلم رضي الله عنهما كواحد منهما يرفع ذلك بسنده إلى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه انه قال عن علي عليه السلام والله ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سماه بأبي تراب ولم يكن له اسم أحب إليه منه فأطلق لفظه الاسم على الكنية ومثل ذلك قول الشاعر أجل قدرك ان تسمى مؤننة * ومن كناك فقد سماك للعرب.
ويروى ومن يصفك فأطلق التسمية على الكناية أو الصفة وهذا شايع ذايع في كلام العرب فإذا وضح ما ذكرنا من الامرين فاعلم أيدك الله بتوفيقه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان له سبطان أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين عليه السلام ولما كان الحجة الخلف الصالح عليه السلام من ولد أبي عبد الله وكانت كنية الحسين أبا عبد الله فأطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الكنية لفظه الاسم لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه وأطلق على الجد لفظة الأب فكأنه عليه السلام