ولا امتداد عمره إلى حين فقدمه الله أعمار جمع كثير من خلقه من أصفيائه وأولياءه ومن مطروديه وأعدائه فمن الأصفياء عيسى عليه السلام ومنهم الخضر عليه السلام وخلق آخر من الأنبياء عليه السلام طالت أعمارهم حتى جاز كل واحد منهم الف سنة أو قاربها كنوح عليه السلام وغيره.
واما من الأعداء والمطرودين فإبليس والدجال ومن غيرهم كعاد الأولى وكان منهم من يقارب عمره الألف وكذلك لقمان صاحب لبد وكل هذا البيان اتساع القدرة الربانية في تعمير بعض خلقه فأي مانع يمنع من امتداد عمر يظهر فيعمل ما حكم الله تعالى له به.
وحيث وصل الكلام إلى هذا المقام وانتهى جريان القلم بما خطه من هذه الأقسام الوسام فلنختمه بالحمد لله رب العالمين فإنها كلمه مبارك جعلها الله سبحانه وتعالى آخر دعوى أهل جنانه وخصها بمن اختاره من خليفته فكساه ملابس رضوانه فهذا آخر ما حرره القلم من مناقبهم السنية وسطره من صفاتهم الزكية ونثره من مزاياهم العلية وان ذلك وان كثر لقليل في جنب شرفهم الشامخ ويسير فيما آتاهم الله من فضلهم الراسخ وانا أرجو من كرم الله عز وعلا ان يشملني ببركتهم ويدخلني في زمرتهم ويجعل هذا المؤلف مسطورا في صحيفة حسناتي المعدودة من حسنتهم فقد بذلت جهدي في جميع مزاياهم بذل المجد الطالب ولم آل جهدا في تأليفها وجمعا قضاء لحقهم اللازم اللازب، ولسان الحال يقرع باب الاسماع لاسماع كل شاهد وغائب رويدك ان أحببت نيل المطالب * فلا تعد عن ترتيل آي المناقب مناقب آل المصطفى قدوة الورى * بهم يبتغى مطلوبه كل طالب مناقب آل المصطفى المهتدى بهم * إلى لقم التقوى ورغب الرغايب مناقب تجلى سافرات وجوهها * ويجلوا سناها مدلهم الغياهب