عن الفرض والسنة وهو الان جاء بشئ آخر كأنه من علم الغيب ثم بعثنا برجل مع الرجل فقالا اذهب حتى تلازمه وتنظر ما يكون من امره في هذه الليلة وتأتينا بخبره من الغد فمضى الرجل فنام في مسجد عند باب داره فلما أصبح سمع الواعية ورأى الناس يدخلون داره فقال ما هذا قالوا مات فلان في هذه الليلة فجأة من غير علة فانصرف إليهما فأخبرهما فأتيا أبا الحسن عليه السلام فقالا قد علمنا انك أدركت العلم في الحلال والحرام فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل انه يموت في هذه الليلة قال من الباب الذي كان أخبر بعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام فلما ورد عليهما هذا بقيا لا يحيران جوابا وروي ان هارون الرشيد بعث يوما إلى موسى عليه السلام على يدي ثقة له طبقا من السرقين الذي هو على هيئة التين وأراد استخفافه فلما رفع الإزار عنه فإذا هو من أحلى التين وأطيبه فاكل عليه السلام وأطعم الحامل منه ورد بعضه إلى هارون فلما تناوله هارون صار سرقينا في فيه وكان في يده تينا جنيا قلت عندي في هذا الخبر نظر فان الرشيد وان كان يريد قتل أبي الحسن عليه السلام فإنه كان يعرف شرفه ولا يصل به إلى هذا القدر من الهوان وان كان يخاف على الملك فلا يلزم من ذلك طلبه إهانته إلى هذه الغاية وموسى عليه السلام لم يكن يقابله بمثل فعله بإعادة الطبق إليه بحيث يجعله في فيه فيعود إلى حاله لا سيما وهو في حبسه ودينه التقية وهو مسمى بالكاظم والله أعلم ومنها ما قال إسحاق بن عمار أيضا قال اقبل أبو بصير مع أبي الحسن موسى عليه السلام من المدينة يريد العراق فنزل زبالة فدعا بعلي بن أبي حمزة البطائني وكان تلميذا لأبي بصير فجعل يوصيه بحضرة أبي بصير ويقول يا علي إذا صرنا إلى الكوفة
(٤٢)