الناس إذ نظر إلي الحسن بن علي بعد ساعة من قيامه وقد جاء مشقوق الجيب وقف على يمينه ونحن لا نعرفه فقال له يا بني أحدث لله شكرا فقد أحدث الله فيك أمرا فبكى الحسن عليه السلام واسترجع فقال الحمد لله رب العالمين وإياه اسأل تمام نعمه علينا وانا لله وانا إليه راجعون فسألنا عنه فقيل لنا هذا الحسن بن علي ابنه وقدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنه ونحوها فيومئذ عرفناه وعلمنا انه أشار إليه بالإمامة وأقامه مقامه وعن محمد بن يحيى قال دخلت على أبي الحسن عليه السلام بعد مضي أبي جعفر ابنه فعزيته عنه وأبو محمد جالس فبكى أبو محمد فاقبل عليه أبو الحسن عليه السلام فقال إن الله قد جعل فيك خلفا منه فاحمد الله وعن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد ان أقول كأنهما أعني أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد عليهم السلام وان قصتهما كقصتهما فاقبل علي أبو الحسن قبل ان أنطق فقال نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وان كره المبطلون أبو محمد ابني الخلف من بعدي عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة وعن أبي بكر الفهفكي قال كتب أبو الحسن عليه السلام إلى أبو محمد ابني أصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجة وهو الأكبر من ولدي وهو خليفتي واليه تنتهي عرى الإمامة واحكامها فما كنت سائلي عنه فاسأله عنه فعنده ما تحتاج إليه وعن شاهويه بن عبد الله قال كتب إلي أبو الحسن عليه السلام في كتاب
(٢٠١)