واما نسبه أبا واما فأبوه أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم وقد تقدم ذلك مبسوطا وأمه أم ولد يقال لها سكينة المرسية وقيل الخيزران واما اسمه فمحمد واما كنيته فأبو جعفر بكنية جده محمد الباقر وله لقبان القانع والمرتضى.
وأما مناقبه فما اتسعت له حلبات مجالها ولا امتدت له أوقات آجالها بل قضت عليه الاقدار الإلهية بقلة بقائه في الدنيا بحكمها وأسجالها فقل في الدنيا مقامه وعجل القدوم عليه لزيارة حمامه فلم تطل بها مدته ولا امتدت فيها أيامه غير أن الله جل وعلا خصه بمنقبة متألفة في مطالع التعظيم بارقة أنوارها مرتفعة في معارج التفضيل قيمة أقدارها بادية لأبصار ذوي البصاير بينه منارها هادية لعقول أهل المعرفة آية آثارها وهي وان كانت صورتها واحدة فمعانيها كثيرة وصيغتها وان كانت صغيرة فدلالتها كبيرة وهي ان هذا أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام لما توفى والده علي الرضا وقدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته لسنة اتفق انه خرج يوما إلى الصيد فاجتاز بطرف البلد في طريقه والصبيان يلعبون ومحمد واقف معهم وكان عمره يومئذ إحدى عشرة سنة فما حولها فلما اقبل المأمون انصرف الصبيان هاربين ووقف أبو جعفر محمد عليه السلام فلم يبرح مكانه فقرب منه الخليفة فنظر إليه وكأن الله عز وعلا قد ألقى عليه مسحة من قبول فوقف الخليفة وقال له يا غلام ما منعك من الانصراف مع الصبيان فقال له محمد مسرعا يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق لا وسعه عليك بذهابي ولم تكن لي جريمة فأخشاها وظني بك حسن انك لا تضر من لا ذنب له فوقفت فأعجبه كلامه ووجهه فقال له ما اسمك قال محمد قال ابن من أنت قال يا أمير المؤمنين انا ابن علي الرضا فترحم على أبيه وساق إلى وجهته