صلوات الله عليه يذكرونه بصفاته ويعلمون انه يبعث فلما قرب زمان ظهوره وبعثه صاروا يهددون المشركين به ويقولون سيظهر الان نبي نعته كذا وصفته كذا نستعين به على قتالكم فلما بعث صلى الله عليه وآله وسلم وجدوا العلامات والصفات بأسرها التي جعلت دلالة على نبوته أنكروه وقالوا ليس هو هذا بل هو غيره وسيأتي فلما جنحوا إلى الاحتمال وأعرضوا عن العمل بالدلالة الموجودة في الحال أنكر الله تعالى عليهم كونهم تركوا العمل بالدلالة التي ذكرها لهم في التورية وجنحوا إلى الاحتمال.
وهذه القصة من أكبر الأدلة وأقوى الحجج على أنه يتعين العمل بالدلالة عند وجودها واثبات الحكم لمن وجدت تلك الدلالة فيه فإذا كانت الصفات التي هي علامة ودلالة لثبوت تلك الأحكام المذكورة موجودة في الحجة الخلف الصالح محمد عليه السلام تعين اثبات كونه المهدي المشار إليه من غير جنوح إلى الاحتمال بتجدد غيره في الاستقبال.
فإذا قال المعترض نسلم لكم ان الصفات المجعولة علامة ودلالة إذا وجدت تعين العمل بها ولزم اثبات مدلولها لمن وجدت فيه لكن نمنع وجود تلك العلامة والدلالة في الخلف الصالح محمد عليه السلام فان من جمله الصفات المجعولة علامة ودلالة: ان يكون اسم أبيه مواطئا لاسم أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم هكذا صرح به الحديث النبوي على ما أوردتموه وهذه الصفة لم توجد فيه فان اسم أبيه الحسن واسم أب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله وأين الحسن من عبد الله فلم توجد هذه الصفة التي هي جزء من العلامة والدلالة فإذا لم يثبت جزء العلة فلا يثبت حكمها إذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يجعل تلك الأحكام ثابتة الا لمن اجتمعت تلك الصفات كلها له التي جزؤها مواطاة اسمي الأبوين في حقه وهذه لم تجتمع في الحجة الخلف الصالح فلا يثبت تلك الأحكام له وهذا اشكال قوي.