وكان عليه السلام يزري على الحسن والفضل ابني سهل عند المأمون إذا ذكرهما ويصف له مساويهما وينهاه عن الاصغاء إلى قولهما وعرفا ذلك منه فجعل يخطيان عليه عند المأمون ويذكران له عنه ما يبعده منه ويخوفانه من حمل الناس عليه فلم يزالا كذلك حتى قلبا رأيه فيه وعمل على قتله فاتفق انه اكل هو والمأمون طعاما فاعتل منه الرضا عليه السلام وأظهر المأمون تمارضا.
فذكر محمد بن علي بن حمزه بن منصور بن بشير عن أخيه عبد الله بن بشير قال امرني المأمون ان أطول أظفاري على العادة ولا أظهر لأحد ذلك ثم استدعاني فاخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي وقال لي اعجن هذا بيديك جميعا ففعلت ثم قام وتركني ودخل علي الرضا عليه السلام فقال ما خبرك قال له أرجو ان أكون صالحا قال له وانا اليوم بحمد الله صالح فهل جاءك أحد من المترفين في هذا اليوم قال لا فغضب المأمون وصاح على غلمانه قال فخذ ماء الرمان الساعة فإنه مما لا يستغني عنه ثم دعاني فقال ائتنا برمان فأتيته به فقال لي اعتصره بيديك ففعلت وسقاه المأمون للرضا عليه السلام بيده فكان ذلك سبب وفاته ولم يلبث الا يومين حتى مات عليه السلام.
وذكر عن أبي الصلت الهروي قال دخلت على الرضا عليه السلام وقد خرج المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها وجعل يوحد الله ويمجده.
وروى عن محمد بن الجهم انه قال كان الرضا عليه السلام يعجبه العنب فاخذ له منه شئ فجعل في مواضع أقماعه الإبر أياما ثم نزعت منه وجئ به إليه فاكل منه وهو في علته التي ذكرناها فقتله وذكر ان ذلك من الطف السموم.
ولما توفى الرضا عليه السلام كتم المأمون موته يوما وليلة ثم انفذ إلى محمد ابن جعفر الصادق عليه السلام وجماعه من آل أبي طالب الذين كانوا عنده فلما