قال يواطئ اسمه اسمي فانا محمد وهو محمد وكنية جده اسم أبي إذ هو أبو عبد الله وأبي عبد الله لتكون تلك الألفاظ المختصة جامعة لتعريف صفاته واعلام انه من ولد أبي عبد الله الحسين بطريق جامع موجز فحينئذ تنتظم الصفات وتوجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد عليه السلام وهذا بيان شاف كاف في إزالة ذلك الاشكال فافهمه.
قلت رحم الله الشيخ كمال الدين وأثابه الجنة بحثه أولا مع قوم يشاهدون الإمام عليه السلام فينكرونه ويدفعون العلائم والدلالات التي وصف بها ولا يحتاج إلى البحث مع هؤلاء فإنهم إذا رأوه وشاهدوه كان هو عليه السلام قيما باثبات حجته دالا لهم على اقتفاء محجته وانما البحث معهم في بقائه ووجوده عليهم السلام فإنهم مجمعون أو أكثرهم على ظهوره ومختلفون في أنه ولد أو سيولد.
وجوابنا لمخالفينا ان القائلين بوجوده قائلون به فلا يحتاجون إلى دليل لما ثبت عندهم من نقل رجالهم عن أئمتهم عليهم السلام واما المنكرون لوجوده فقائلون بامكانه فقد ترجح جانب الوجود وعبارة كمال الدين فيها طول.
وقال وأما ولده فلم يكن له ولد ليذكر واما عمره ففي أيام المعتمد على الله خاف فاختفى إلى الان فلم يمكن ذكر ذلك إذ من غاب وان انقطع خبره لا توجب غيبته وانقطاع خبره الحكم بمقدار عمره ولا بانقضاء حياته وقدرة الله تعالى واسعة وحكمه وألطافه بعباده عظيمة عامة ولو رام عظماء العلماء ان يدركوا حقائق مقدوراته وكنه قدره لم يجدوا إلى ذلك سبيلا ولا تقلب طرف تطلعهم إليه حسيرا وحده كليلا واملأ عليهم لسان عجزهم عن الإحاطة به وما أوتيتم من العلم الا قليلا.
وليس ببدع ولا مستغرب تعمير بعض عباد الله الصالحين (المخلصين)