والمسيح آخر داع فهذا معنى الخبر عندي ويحتمل ان يكون معناه المهدي أوسط هذه الأمة يعنى خيرها إذ هو إمامها وبعدها ينزل عيسى مصدقا للامام وعونا له ومساعدا ومبينا للأمة صحة ما يدعيه الامام فعلى هذا يكون المسيح آخر المصدقين على وفق النص.
قال الفقير إلى الله تعالى علي بن عيسى أثابه الله بمنه وكرمه قوله المهدي أوسط الأمة يعنى خيرها يوهم ان المهدي عليه السلام خير من علي عليه السلام وهذا لا قائل به والذي أراه انه صلى الله عليه وآله وسلم أول داع والمهدي عليه السلام لما كان تابعا له ومن أهل ملته جعل وسطا لقربه ممن هو تابعه وعلى شريعته وعيسى عليه السلام لما كان صاحب ملة أخرى ودعا في آخر زمانه إلى شريعة غير شريعته حسن ان يكون آخرا والله أعلم الباب الثالث عشر في ذكر كنيته وانه يشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خلقه وباسناده عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لبعث الله رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله قال هذا حديث حسن رزقناه عاليا بحمد الله ومعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم خلقه خلقي من أحسن الكنايات عن انتقام المهدي عليه السلام من الكفار لدين الله تعالى كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال تعالى وانك لعلى خلق عظيم.
قال الفقير إلى الله تعالى علي بن عيسى عفى الله عنه العجب من قوله من أحسن الكنايات إلى آخر الكلام ومن أين يحجر على الخلق فجعله مقصورا على الانتقام فقط وهو عام في جميع أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كرمه وشرفه وعلمه وحلمه وشجاعته وغير ذلك من أخلاقه التي عددتها صدر هذا الكتاب واعجب من قوله ذكره الآية دليلا على ما قرره الباب الرابع عشر في ذكر اسم القرية التي منها يكون خروج