مولده سنة إحدى وثلاثين ومأتين للهجرة.
وأما نسبه أبا واما فأبوه أبو الحسن على المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا وقد تقدم القول في ذلك وأمه أم ولد يقال لها سوسن.
وأما أسمه فالحسن وكنيته أبو محمد ولقبه الخالص.
واما مناقبه فاعلم أن المنقبة العليا والمزية الكبر التي خصه الله جل وعلا بها فقلده فريدها ومنحه تقليدها وجعلها صفة دائمة لا يبلي الدهر جديدها ولا تنسى الألسن تلاوتها وترديدها ان المهدي من نسله المخلوق منه وولده المنتسب إليه وبضعته المنفصلة عنه وسيأتي في الباب الذي يتلو هذا الباب شرح مناقبه وتفصيل أحواله إن شاء الله تعالى.
وكفى أبا محمد الحسن تشريفه من ربه ان جعل محمد المهدي من كسبه وأخرجه من صلبه وجعله معدودا من حزبه ولم يكن لأبي محمد ولد ذكر سواه وحسبه ذلك منقبة وكفاه لم تطل من الدنيا أيام مقامه ومثواه ولا امتد أمد حياته فيها ليظهر للناظرين مآثره ومزاياه.
وأما عمره فإنه توفي في الثامن من ربيع الأول من سنة ستين ومائتين للهجرة في خلافة المعتمد وقد تقدم ذكر ولادته في سنة إحدى وثلاثين ومأتين فيكون عمره تسعا وعشرين سنة كان مقامه مع أبيه ثلاثا وعشرين سنة وأشهرا وبقى بعد أبيه خمس سنين وشهورا وقبره بسر من " رأى آخر كلام كمال الدين ".
وانا أعجب من كونه مع فضله ومكانه من العلم وميله إلى تصنيف هذا الكتاب لم ينقب عن فضائلهم ولم يبالغ في ايضاح اخبارهم ودلايلهم فاقتصر على هذا القدر من ذكره وذكر أبيه من قبله واعتذر بقصر عمره عن عد فضله ولو طلب ذلك واجتهد لحصل ما أراد ووجد وسعى إلى حيث