والربيع بالشافعي واختصاص النظام بأبي الهذيل والجاحظ والأسواري بالنظام ولا فرق بين من دفع الإمامة عما ذكرناه وبين من دفع من سميناه عمن وصفناه في الجهل بالاخبار والعناد والانكار وإذا كان الامر على ما ذكرناه لم تخل الامامية في شهاداتها من أن تكون كاذبة أو صادقة فان كانت محقة صادقة في نقل النص عنهم من خلفائهم عليهم السلام مصيبة فيما اعتقدته فيهم من العصمة والكمال فقد ثبت إمامتهم على ما قلناه وان كانت كاذبة في شهاداتها مبطلة في عقيدتها فان يكون كذلك الا ومن سميناهم من أئمة الهدى عليهم السلام ضالون برضاهم بذلك فاسقون بترك النكير عليهم مستحقون للبراءة منهم من حيث تولوا الكذابين مضلون لتقريبهم إياهم واختصاصهم بهم من بين الفرق كلها ظالمون في اخذ الزكوات والأخماس عنهم وهذا ما لا يطلقه مسلم فيمن يقول بإمامته وإذا كان الاجماع المقدم ذكره حاصلا على طهارتهم وعدالتهم ووجوب إمامتهم ثبتت إمامتهم بتصديقهم لمن أثبت عندهم ذلك وبمن ذكرناه من اختصاصهم بهم وهذا واضح والمنة لله.
دلالة أخرى ومما يدل أيضا على إمامتهم عليهم السلام وانهم أفضل الخلق بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر في هذا الفصل كلاما طويلا انا ألخصه واذكر معناه قال ما معناه ان الله غرس لهم في القلوب من الاجلال والتعظيم ما كان يعظمهم لأجله الولي والعدو مع اختلاف الأهواء وتباين الآراء فلا يجحد عدوهم شرفهم وعلو مكانهم وعظيم مقدارهم هذا معاوية مع مبارزته لأمير المؤمنين عليه السلام ونصبه له العداوة وما جرى بينهم من الوقايع لم يمكنه يوما ان يدفع شرفه ولا يضع منزلته ولا يقدح في حال من أحواله وامر من أموره وقد كان يسمع من أصحابه عليه السلام ومن ابن عباس رضي الله عنه ومن الوافدين عليه والوافدات ما يقذي عينه ويصم سمعه من تفضيل علي عليه السلام عليه