والعسكري وكان هو عليه السلام وأبوه وجده يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا وكانت في سني إمامته بقيه ملك المعتز أشهر ثم ملك المهتدي أحد عشر شهرا وثمانية وعشرين يوما ثم ملك احمد المعتمد على الله ابن جعفر المتوكل عشرين سنة وأحد عشر شهرا وبعد مضي خمس سنين من ملكه قبض الله أبا محمد عليه السلام ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه عليه السلام وذهب كثير من أصحابنا إلى أنه عليه السلام مضى مسموما وكذلك أبوه وجده وجميع الأئمة عليهم السلام خرجوا من الدنيا بالشهادة واستدلوا على ذلك بما روي عن الصادق عليه السلام والله ما منا الا مقتول أو شهيد والله أعلم بحقيقة ذلك.
قلت قد تقدم قبل هذا انه عليه السلام كتب إني نازلت الله في هذا الطاغي يعنى المستعين والطبرسي لم يعد المستعين من الخلفاء الذين كانوا في زمانه عليه السلام وكان هذا وأمثاله من غلط الرواة والنساخ فان المستعين بويع له في أوائل ربيع الاخر سنه ثمان وأربعين ومائتين وكانت مدة ملكه ثلاث سنين وتسعة أشهر وقيل ثمانية أشهر فلا يكون ملكه في أيام امامه أبي محمد عليه السلام فكيف ينازل الله فيه فأما ان يكون غير المستعين أو يكون المنازل أبو الحسن أبوه عليه السلام وللتحقيق حكم.
الفصل الثاني " في ذكر النصوص الدالة على إمامته عليه السلام " يدل على إمامته بعد طريقي الاعتبار والتواتر اللذين ذكرناهما في امامة من تقدمه من آبائه عليه السلام وذكر النصوص التي تقدم ذكرها من تعيين أبيه عليه عليهما السلام.