ملائكة مدججون فغشي على المتوكل فلما أفاق قال له أبو الحسن نحن لا ننافسكم في الدنيا فأنا مشغولون بالآخرة فلا عليك شئ مما تظن.
ومنها ما روي عن محمد بن الفرج قال قال لي علي بن محمد إذا أردت ان تسأل مسألة فاكتبها وضع الكتاب تحت مصلاك ودعه ساعة ثم أخرجه وانظر فيه قال ففعلت فوجدت جواب المسألة موقعا فيه.
ومنها ما رواه أبو سعيد سهل بن زياد قال حدثنا أبو العباس فضل ابن أحمد بن إسرائيل الكاتب ونحن بداره بسر من رأى فجرى ذكر أبي الحسن عليه السلام فقال يا أبا سعيد أحدثك بشئ حدثني به أبي قال كنا مع المنتصر وأبي كاتبه فدخلنا والمتوكل على سريره فسلم المنتصر ووقف ووقفت خلفه وكان إذا دخل رحب به وأجلسه فأطال القيام وجعل يرفع رجلا ويضع أخرى وهو لا يأذن له في القعود ورأيت وجهه يتغير ساعة بعد ساعة ويقول للفتح بن خاقان هذا الذي يقول فيه ما تقول ويرد عليه القول والفتح يسكنه ويقول هو مكذوب عليه وهو يتلظى ويستشيط ويقول والله لأقتلن هذا المرائي الزنديق وهو الذي يدعي الكذب ويطعن في دولتي ثم طلب أربعة من الخزر أجلافا ودفع إليهم أسيافا وأمرهم ان يقتلوا أبا الحسن إذا دخل وقال والله لأحرقنه بعد قتله وانا قائم خلف المنتصر من وراء الستر فدخل أبو الحسن وشفتاه يتحركان وهو غير مكترث ولا جازع فلما رآه المتوكل رمى بنفسه عن السرير إليه وانكب عليه يقبل بين عينيه ويديه واحتمل شقه بيده وهو يقول يا سيدي يا بن رسول الله يا خير خلق الله يا ابن عمي يا مولاي يا أبا الحسن وأبو الحسن عليه السلام يقول أعيذك يا أمير المؤمنين بالله من هذا فقال ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت قال جائني رسولك قال كذب ابن الفاعلة ارجع يا سيدي يا فتح