أرد عليه وكان بين يديه حصا فاخذ حصاة وتركها في فمه ومصها ثلاث مصات ودفعها إلي فوضعتها في فمي فوالله ما برحت من عنده حتى تكلمت بثلاثة وسبعين لسانا أولها الهندية.
وعنه قال خرجت معه عليه السلام إلى ظاهر سر من رأى يتلقى بعض الطالبيين فأبطأ فطرحت له غاشية السرج فجلس عليها ونزلت فجلست بين يديه وهو يحدثني فشكوت إليه قصور يدي فأهوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا فناولني منه أكفا وقال اتسع بهذا يا أبا هاشم اكتم ما رأيت فخبأته معي ورجعنا فأبصرته فإذا هو يتقد كالنيران ذهبا احمر فدعوت صايغا إلى منزلي وقلت له اسبك لي هذا سبيكة فسبكه وقال ما رأيت ذهبا أجود من هذا وهو كالرمل فمن أين لك هذا فما رأيت أعجب منه قلت هذا لنا من قديم مدخر.
وحدث أبو طاهر الحسين بن عبد القاهر الطاهري قال حدثنا محمد ابن الحسين الأشتر العلوي قال كنت على باب المتوكل وانا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي إلى جندي وكان إذا جاء أبو الحسن ترجل الناس كلهم حتى يدخل فقال بعضهم لبعض لم نترجل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا والله لا ترجلنا له فقال له أبو هاشم الجعفري والله لتترجلن له صاغرين إذا رأيتموه فما هو الا ان اقبل حتى ترجلوا أجمعين فقال أبو هاشم أليس زعمتم انكم لا تترجلون فقالوا والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.
قال وأولم بعض أولاد الخلفاء وليم ة فدعا أبا الحسن ودعا الناس فلما رأوه انصتوا اجلالا له وجعل شاب في المجلس لا يوقره ويتحدث ويضحك فاقبل عليه وقال يا هذا أتضحك بملء ء فيك وتذهل عن ذكر الله