ثلاثمائة رجل ممن تريده واخرجوا إلى الكوفة فخلفوا أثقالكم فيها واخرجوا على طريق البادية إلى المدينة فاحضروا علي بن محمد الرضا عليهم السلام إلى عندي مكرما معظما مبجلا قال ففعلت وخرجنا وكان في أصحابي قائد من الشراة وكان لي كاتب متشيع وانا على مذهب الحشوية فكان الشاري يناظر الكاتب وكنت استريح إلى مناظرتهما لقطع الطريق فلما صرنا وسط الطريق قال الشاري للكاتب أليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب عليه السلام ليس من الأرض بقعه الا وهي قبر أو ستكون قبرا فانظر إلى هذه البرية العظيمة أين يموت فيها حتى يملأها الله قبورا كما تزعمون قال فقلت للكاتب أهذا من قولكم قال نعم فقلت أين من يموت في هذه البرية حتى تمتلي قبورا وتضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا وسرنا حتى دخلنا المدينة فقصدت باب أبي الحسن فدخلت إليه وقرأ كتاب المتوكل وقال أنزلوا فليس من جهتي خلاف فلما صرت إليه من الغد وكنا في تموز أشد ما يكون من الحر فإذا بين يديه خياط وهو يقطع من ثياب غلاظ خفاتين له ولغلمانه وقال للخياط أجمع عليها جماعة من الخياطين واعمل من الفراغ منها يومك هذا وبكر بها إلي في هذا الوقت ونظر إلي وقال يا يحيى اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم واعمل على الرحيل غدا في هذا الوقت فخرجت من عنده وانا أتعجب منه من الخفاتين وأقول في نفسي نحن في تموز وحر الحجاز وبيننا وبين العراق عشرة أيام فما يصنع بهذه الثياب وقلت في نفسي هذا رجل لم يسافر وهو يقدر ان كل سفر يحتاج إلى هذه الثياب وأتعجب من الروافض حيث يقولون بامامة هذا مع فهمه هذا.
فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت فإذا الثياب قد أحضرت وقال لغلمانه