على النجوم أطنابه ووصل بأسباب السماء أسبابه فما تعد منقبة الا وله نخيلتها ولا تذكر كريمة الا وله فضيلتها ولا تورد حسنة الا وله تفصيلها وجملتها ولا تستعظم حاله سنية الا وتظهر عليه أدلتها استحق ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصايصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم فحفظه من الشوب حفظه الراعي لقلايصه فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة ومبارة إلى العفاة واصله ورباع العرف بوجوده وجودة أهله جرى من الوقار والسكينة والسكون والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة والشفقة والرأفة والحزم والحصافة والحنو على الأقارب والا باعد والحدب على الولي والحاسد على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس قدسية لا يقاربها أحد من الأنام ولا يدانيها وطريقة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها.
ان السري إذا سرى فبنفسه وابن السري إذا سرى أسراهما إذا قال بذ الفصحاء وحير البلغاء واسكت العلماء ان جاد بخل الغيث وأن صال جبن الليث وان فخر أذعن كل مساجل وسلم إليه كل مناضل وأقر لشرفه كل شريف وان طاول الأفلاك ونافر الأملاك واعترف انه ليس هناك وان ذكرت العلوم فهو عليه السلام موضح اشكالها وفارس جلادها وجدالها وابن نجدتها وصاحب أقوالها واطلاع نجادها وناصب اعلام اعقالها.
هذه صفاته التي تتعلق بذاته وعلاماته الدالة على معجز آياته فان اتى الناس بآبائهم اتى بقوم أخبر بشرفهم هل اتى ودلت على مناصبهم آية المباهلة وان عتا عن قبولها من عتا ونطق القرآن الكريم بفضلهم ونبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على نبلهم ولم يسأل على التبليغ اجرا الا ودهم وبالغ في العهد بأحسنوا خلافتي في أهلي فما حفظوا عهد ولا عهدهم فهم عليهم السلام