إلى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوي من طمار قتيل (1).
ثم إن ابن زياد كان قد حبس جماعة ممن نصر مسلم وأخذ البيعة للحسين (عليه السلام) فأخرجهم واحدا بعد واحد وأمر بضرب عنقه، وهم:
1 - عبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي، وكان فارسا شجاعا كوفيا من الشيعة، وشهد مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) مشاهده كلها، وكان من الذين بايعوا مسلما وممن يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسين (عليه السلام) هو ومسلم بن عوسجة، فلما رأي مسلم بن عقيل اجتماع الناس عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي على ربع مذحج وأسد، وعلى ربع كندة وربيعة عبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي، فلما تخاذل الناس عن مسلم قبض عليه الحصين بن نمير التميمي فسلمه إلى عبيد الله بن زياد فحبسه، ولما قتل مسلم بن عقيل أحضره ابن زياد فسأله ممن أنت؟
قال: من كندة.
قال: أنت صاحب راية كندة وربيعة؟
قال: نعم.
قال: انطلقوا به فاضربوا عنقه.
قال: فانطلقوا به فضربت عنقه (رضي الله عنه) (2).
2 - عبيد الله بن الحارث بن نوفل بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس ابن سعد الهمداني، أدرك الصحبة، وشهد صفين مع الإمام علي (عليه السلام)، وكان يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسين (عليه السلام)، فلما خرج مسلم (رضي الله عنه) خرج معه براية حمراء وعليه ثياب حمر فركزها على باب دار عمرو بن حريث، وقال: إنما خرجت لأمنع عمرا (3).