ومحمد بن شريك عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن زمعة قال: جاء بلال - رضي الله تبارك وتعالى عنه - في أول ربيع الأول فأذن بالصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا أبا بكر يصلي بالناس، فخرجت فلم أر بالباب إلا عمر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - في رجال ليس فيهم أبو بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - فقلت: قم يا عمر فصل بالناس، فقام عمر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - فكبر وكان رجلا صيتا، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بالتكبير قال: أين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ثلاث مرات، مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها -: يا رسول الله: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام في مقامك غلب عليه البكاء، فقال صلى الله عليه وسلم إنكن صواحب يوسف! مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فصلى أبو بكر بعد الصلاة التي صلى عمر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - وكان عمر يقول:
لعبد الله بن زمعة بعد ذلك: ويحك ماذا صنعت بي والله لولا أني ظننت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك ما فعلت، فيقول عبد الله: إني لم أر أحدا أولى بذلك منك.
وقال سيف: عن عبد الله بن الوليد، عن عبد الله بن عبيد الله بن عمر عن أبيه. عن عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها - نحوا من ذلك، وقالت عائشة: ما قلت ولا أردت صرف ذلك عن أبي بكر - رضي الله تبارك وتعالى عنه - إلا رغبا به عن الدنيا، ولما في الولاية من المخاطرة والهلكة إلا ما سلم الله، وخشيت أيضا أن لا يكون الناس يحبون رجلا قام في مقام النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي أبدا إلا أن يشاء الله يحسدونه ويبغون عليه ويتشاءمون به فإذا الأمر أمر الله عز وجل والقضاء قضاؤه، وعصمه الله من كل ما تخوفت من أمر الدنيا والدين وسلمت من كل ما تخوفت من أمر الدنيا والناس مما كنت أخاف.
قال سيف: عن سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند، عن شقيق، عن عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها - قالت: لما تحول النبي إلى صلاة الصبح فأفاق صلى الله عليه وسلم وقال: هل صلى الناس بعد؟ فقلت: أذن بلال وهو بالباب ينتظرك أن تخرج فتصلي بالناس، قال صلى الله عليه وسلم: فمروا بلالا فليقم ومروا أبا بكر