ذو قوة ومحال لا يساوي الذي يقول من الأمر قبالا وما أحتذي به من نعال أن ديني دين النبي وفي القوم رجال على الهدى أمثالي أهلك القوم محكم بن طفيل ورجال ليسوا لنا برجال بزهم أمرهم مسيلمة اليوم فلن يرجعوه آخر الليالي قلت للنفس إذ تعاظمنا الأمر له فرجة كحل العقال إن تكن ميتي على فطرة الله حنيفا فإنني لا أبالي فبلغ ذلك مسيلمة ومحكما وأشراف أهل اليمامة فطلبوه ففاتهم ولحق بخالد بن الوليد فأخبره بحال أهل اليمامة ودله على عوراتهم.
وقالوا إن رجلا من نبي حنيفة كان أسلم وأقام عند رسول الله فحسن إسلامه فأرسله رسول الله إلى مسيلمة ليقدم به عليه. وقال الحنفي: إن أجاب أحدا من الناس أجابني وعسى أن يجيئه الله. فخرج حتى أتاه فقال: إن محمدا قد أحب أن تقوم عليه، فإنك لو جئته فيلقي هذه المقالة إليه فلما أكثر عليه قال: أنظر في ذلك، فشاور الرجال بن عنفوة وأصحابه فقالوا: لا تفعل إن قدمت عليه قتلك، ألم تسمع كلامه وما قال؟ فأبي مسيلمة أن يقوم معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث معه رجلين ممن يصدق ب ليكلماه ويخبراه بما قال للحنفي. فخرج الرسولان حتى قدما على رسول الله مع رسوله فتشهد أحدهما برسول الله وحده ثم كلمه بما بدأ له، فلما قضى كلامه تشهد الآخر فذكر رسول الله وذكر مسيلمة فقال رسول الله: كذبت، خذوا هذا فاقتلوه، فثار المسلمون إليه يلببونه وأخذ صاحبه بحجزته وجعل يقول: يا رسول الله أعف عنه بأبي أنت وأمي فيجاذبه المسلمون؟ فلما أرسلوه تشهد بذكر رسول الله وحده وأسام هو وصاحبه. فلما توفي رسول الله خرجا فقدما على أهليهما باليمامة. وقد فتن الذي أمسك. بجحرة صاحبه ذلك فقتل مع مسيلمة وثبت الممسك بحجزته وكان بعد يخبر خالد بن الوليد بعورة بني حنيفة وأخبر رسول الله رسوله إلى مسيلمة كيف رفق به حتى أراد أن يقدم لولا أن الرجال نهاه، فقال رسول الله: يقتله الله ويقتل الرجال معه، ففعل الله ذلك بهما وأنجز وعده فيهما (1).