قال: فحدثني خارجة بن الحارث، عن عطية بن عبد الله بن أنيس، عن أبيه قال: كنت أصلح قوسي، قال: فجئت فوجدت أصحابي قد وجهوا إلى أسير بن زارم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أرى أسير بن زارم! أي أقتله، قال: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك في ثلاثين راكبا فيهم عبد الله بن أنيس إلى أسير بن زارم اليهودي حتى أتوه بخيبر وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوه فقالوا:
إنا أرسلنا إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعملك على خيبر، فلم يزالوا يخدعونه، حتى أقبل معهم في ثلاثين راكبا مع كل رجل منهم رديف من المسلمين، فلما بلغوا قرقرة، وهي من خيبر على ستة أميال، ندم أسير بن زارم فأهوى بيده إلى السيف، سيف عبد الله بن أنيس، ففطن له عبد الله بن أنيس فزجر راحلته، واقتحم عبد الله بن أنيس حتى استمكن من أسير بن زارم في يده محرث من شوحط، فضرب عبد الله بن أنيس فشجه شجة مأمومة (1)، وانكفأ كل رجل من المسلمين إلى رديفة، فقتله غير رجل واحد من اليهود أعجزهم شدا، ولم يصب من المسلمين أحد، وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبصق في شجة عبد الله بن أنيس، فلم تقح ولم تؤذه، هكذا ذكر ابن لهيعة أن المبعوث عبد الله بن عتيك وخالفه ابن شهاب، وابن إسحاق فقالا: عبد الله بن رواحة، كما ذكر الواقدي.