إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٣ - الصفحة ٢٧٢
لأفعل ذلك، والله ما رأيت أسيرا قط خير من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر، وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، ثم قال:
لولا أن تظنون أن بي جزع * اللهم أحصهم عددا ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشئ منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله على عاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسولهم، فلم يقدر على أن يقطع من لحمه شيئا. ذكره البخاري في كتاب الجهاد (1)، وترجم عليه: هل يستأسر الرجل؟ ومن لم يستأسر، ومن ركع ركعتين عند القتل.
وذكره في غزوة الرجيع (2) بنحوه أو قريب منه، وذكر بعقبه من طريق سفيان، عن عمرو سمع جابر بن عبد الله يقول: الذي قتل خبيبا هو أبو سروعة.
وذكره أيضا في غزوة بدر (3)، وذكر موسى بن عقبة هذا الحديث، وقصة من قتل منهم ومن أسر بنحو حديث أبي هريرة.

(١) (فتح الباري): ٦ / ٢٠٣ - ٢٠٤، كتاب الجهاد والسير، باب (170) هل يستأسر الرجل؟
ومن لم يستأسر، ومن ركع ركعتين عند القتل حديث رقم (3045).
(2) (المرجع السابق): 7 / 481 - 482، كتاب المغازي باب (29) غزوة الرجيع، ورعل وذكوان، وبئر معونة وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه، قال ابن إسحاق: حدثنا عاصم بن عمر أنها بعد أحد، حديث رقم (4086).
(3) (المرجع السابق): 7 / 392 - 393، كتاب المغازي، باب (10) بدون ترجمة، حديث رقم (3989)، وذكره في كتاب التوحيد، باب (14) ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله - عز وجل -، وقال خبيب: وذلك في ذات الإله فذكر الذات باسمه - تعالى -، حديث رقم (7402).
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست