فقلت له: إنهم قد لقبوا أنفسهم فإذا ذكرتهم عندك أسميهم أو ألقبهم؟ فقال: الأمر موسع عليك، سمهم ولقبهم بأحسن ألقابهم وأسمائهم، وأحبها إليهم.
وقيل: حضر عنده خصمان أحدهما اسمه معاوية والآخر اسمه علي فقال الحكم بينكما ظاهر فقال معاوية إن تحت هذين الأسمين خبرا قال محمد وما هو؟ قال أن أبي كان من صادقي الشيعة فسماني معاوية ليكفني شر النواصب وإن أبا هذا كان ناصبيا فسماه عليا خوفا من العلوية والشيعة فتبسم إليه محمد وأحسن إليه وقربه.
وقيل استأذن عليه جماعة من أضراء الشيعة وقرائهم فقال أدخلوا فإنه لا يحبنا إلا كل كسير وأعور.
ذكر ولاية أبي العباس صقلية كان إبراهيم بن الأمير أحمد أمير أفريقية قد استعمل على صقلية أبا مالك أحمد بن عمر بن عبد الله فاستضعفه فولى بعده ابنه أبا العباس بن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب فوصل إليها غرة شعبان من هذه السنة في مائة وعشرين مركبا وأربعين حربي وحصر طرابلس.
واتصل خبره بعسكر المسلمين بمدينة بلرم [وهم] يقاتلون أهل جرجنت،