278 ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائتين ذكر الفتنة ببغداد فيها كانت الحرب ببغداد بين أصحاب وصيف الخادم والبربر وأصحاب موسى ابن أخت مفلح أربعة أيام من المحرم ثم اصطلحوا وقد قتل بينهم جماعة، ثم وقع بالجانب الشرقي وقعة بين أصحاب يونس قتل فيها رجل ثم انصرفوا.
ذكر وفاة الموفق وفيها توفي أبو أحمد الموفق بالله بن المتوكل، وكان قد مرض في بلاد الجبل فانصرف وقد اشتد به وجع النقرس فلم يقدر على الركوب فعمل له سرير عليه قبة فكان يقعد عليه وخادم له يبرد رجله بالأشياء الباردة حتى أنه يضع عليها الثلج، ثم صارت على برجله داء الفيل وهو ورم عظيم يكون في الساق يسيل منه ماء وكان يحمل سريره أربعون رجلا بالنوبة فقال لهم يوما قد ضجرتم من حملي بودي أن أكون كواحد منكم أحمل على رأسي وأكل وأنا في عافية.
وقال في مرضه أطبق ديواني على مائة ألف مرتزق ما أصبح فيهم