وتفي قبل أن يستتم زخرفته وأتمه ابنه وبنى جوامع كثيرة بالأندلس.
ولما مات ملك ابنه محمد فجرى على سيرة والده في العدل وتمم بناء الجامع بقرطبة وأمه تسمى بهتر وولد له مائة ولد كلهم ذكور وهو أول من أقام أبهة الملك بالأندلس ورتب رسوم المملكة وعلا عن التبدل للعامة فكان يشبه الوليد بن عبد الملك في أبهة الملك وهو من أحلب الماء العذب إلى قرطبة وأدخله إليها وجعل يفصل للماء مصنعا كبيرا يرده الناس.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة سار المتوكل نحو المدائن فدخل بغداد وسار منها إلى المدائن وغزا الصائفة علي بن يحيى الأرمني.
وفيها مات إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه وكان إماما وجرى له مع الشافعي مناظرة في بيوت مكة وكان عمره سبعا وسبعين سنة ومحمد بن بكار المحدث.