يحيى فضربه، وحلق رأسه ولحيته وهرب أبو سعيد الجنابي إلى جنابا وسار يحيى بن المهدي إلى بني كلاب وعقيل والخريس فاجتمعوا معه ومع أبي سعيد فعظم أمر أبي سعيد وكان منه ما يأتي ذكره.
ذكر عدة حوادث وفيها سار المعتضد من آمد بعد أن ملكها كما ذكرناه إلى الرقة فولى ابنه عليا المكتفي قنسرين والعواصم والجزيرة وكاتبه النصراني واسمه حسين بن عمرو فكان ينظر في الأموال فقال الخليع في ذلك:
(حسين بن عمرو عدو القرآ * ن يصنع في العرب ما يصنع) (يقوم لهيبته المسلمو * ن صفوفا لفرد إذا يطلع) (فإن قيل قد أقبل الجاثليق * تحفى له ومشى يظلع) وفيها توفي ابن الأخشيد أمير طرسوس واستخلف أبا ثابت على طرسوس.
وفيها سار إلى الأنبار جماعة أعراب من بني شيبان وأغاروا على القرى وقتلوا من لحقوا من الناس وأخذوا المواشي.
فخرج إليهم أحمد بن محمد بن كمشجور متوليها فلم يطقهم، فكتب إلى المعتضد بذلك فأمده بجيش فأدركوا الأعراب وقاتلوهم فهزمهم الأعراب وقتلوا فيهم وغرق