وانهزم الباقون، وظفروا بهم وغنموا عسكرهم، وهرب الخلنجي فدخل فسطاط مصر فأستتر بها عند رجل من أهل البلد فدخلنا المدينة فدلونا عليه فأخذناه ومن استتر عنده وهم في الحبس.
فكتب المكتفي إلى فاتك في حمل الخلنجي ومن معه إلى بغداذ، وعاد المكتفي فدخل بغداد وأمر برد خزائنه وكانت قد بلغت تكريت، فوجه فاتك الخلنجي إلى بغداد فدخلها هو ومن معه في شهر رمضان فأمر المكتفي بحبسهم.
ذكر أمر القرامطة فيها أنفذ زكرويه بن مهرويه بعد قتل صاحب الشامة رجلا كان يعلم الصبيان بالرافوفة من الفلوجة يسمى عبد الله بن سعيد ويكنى أبا غانم فسمى نصرا وقيل كان المنفذ ابن زكرويه فدار على أحياء العرب من كلب وغيرهم يدعوهم إلى رأيه فلم يقبله منهم أحد الأرجل من بني زياد يسمى مقدام بن الكيال واستغوى طائفة من الاصبغيين المنتمين إلى الفواطم وغيرهم من العليصيين وصعاليك من سائر بطون كلب، وقصد ناحية الشام والعامل بدمشق والأردن أحمد بن كيغلغ وهو بمصر يحارب الخلنجي فاغتنم ذلك عبد الله بن سعيد وسار إلى بصرى واذرعات والبثنية فحارب أهلها ثم أمنهم فلما استسلموا إليه قتل مقاتلهم وسبى