من مصر وعاد إلى برقة أقبح عود.
وشاع بمصر أن العباس انهزم فاغتنم والده حتى ظهر عليه وسير إليه العساكر لما علم سلامته فقاتلوه قتالا صبر فيه الفريقان فانهزم العباس ومن معه وكثر القتلى في أصحابه، وأخذ العباس أسيرا وحمل إلى أبيه فحبسه في حجرة في داره إلى أن قدم باقي الأسرى من أصحابه، فلما قدموا أحضرهم أحمد عنده والعباس معهم فأمره أبوه أن يقطع أيدي أعيانهم وأرجلهم ففعل.
فما فرغ منه وبخه أبوه وذمه وقال له هكذا يكون الرئيس والمقدم كان الأحسن أنك كنت ألقيت نفسك بين يدي وسألت الصفح عنك وعنهم فكان أعلى لمحلك وكنت قضيت حقوقهم فيما ساعدوك وفارقوا أوطانهم لأجلك ثم أمر به فضرب مائة مقرعة ودموعه تجري على خده رقة لولده ثم رده إلى الحجرة واعتقله وذلك سنة ثمان وستين ومائتين.
ذكر موت يعقوب وولاية أخيه عمرو وفيها مات يعقوب بن الليث الصفار تاسع شوال بجنديسابور من كور الأهواز، وكانت علته القولنج فأمره الأطباء بالاحتفال بالدواء فلم يفعل واختار الموت.
وكان المعتمد قد أنفذ إليه رسولا وكتابا يستميله ويترضاه ويقلده أعمال فارس فوصل الرسول ويعقوب مريض فجلس له وجعل عنده سيفا ورغيفا من الخبز الخشكار ومعه بصل، وأحضر الرسول فأدى الرسالة فقال له قل للخليفة أنني عليل فإن مت فقد استرحت منك