(فدونك فاشدد عقد ما قد حويته * فإنك دون الناس فيه المحكم) وفيها نودي بمدينة السلام أن لا يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع قاض ولا منجم ولا زاجر، وحلف الوراقون أن لا يبيعوا كتب الكلام والجدل والفلسفة.
وفيها قبض على جراد كاتب أبي الصقر إسماعيل بن بلبل.
وفيها انصرف أبو طلحة منصور بن مسلم من شهرزور وكانت له، فقبض عليه.
ذكر الحرب بين الخوارج وأهل الموصل والأعراب في هذه السنة اجتمعت الخوارج ومقدمهم هارون ومعهم متطوعة أهل الموصل وغيرهم وحمدان بن حمدون التغلبي على قتال بني شيبان.
وسبب ذلك أن جمعا كثيرا من بني شيبان عبروا الزاب وقصدوا نينوى من أعمال الموصل للإغارة عليها وعلى البلد، فاجتمع هارون الشاري وحمدان بن حمدون وكثير من المتطوعة المواصلة وأعيان أهلها على قتالهم ودفعهم.
وكان بنو شيبان نزلوا على باعشيقا ومعهم هارون بن سليمان مولى أحمد بن عيسى بن الشيخ الشيباني صاحب ديار بكر، وكان قد أنفذه محمد بن إسحاق بن كنداج واليا على الموصل فلم يمكنه أهلها من المقام عندهم وطردوه فقصد بني شيبان معاونا على الخوارج وأهل الموصل، فالتقوا،