(رماني الردى سهما فأخمد جمرتي * فها أنا ذا في حفرتي عاجلا ألقى) (ولم يغن عني ما جمعت ولم أجد * لذي الملك والأحياء في حسنها رفقا) (فيا ليت شعري بعد موتي ما ألقى؟ * إلى نعم الرحمن أم ناره ألقى) ذكر صفته وسيرته كان المعتضد أسمر نحيف الجسم معتدل الخلق قد وخطه الشيب وكان شهما شجاعا مقداما وكان ذا عزم وكان فيه شح.
بلغه خبر وصيف خادم ابن أبي الساج وعليه قباء أصفر فسار من ساعته وظفر بوصيف وعاد، فدخل أنطاكية وعليه القباء فقال بعض أهلها الخليفة بغير سواد فقال بعض أصحابه أنه سار فيه ولم ينزعه عنه إلى الآن وكان عفيفا.
حكى القاضي إسماعيل بن إسحاق قال دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه فأطلت النظر إليهم فلما قمت أمرني بالقعود فجلست فلما تفرق الناس قال يا قاضي والله ما حللت سراويلي على غير حلال قط.
وكان مهيبا عند أصحابه يتقون سطوته ويكفون عن الظلم خوفا منه.