رافع إلى عمرو فانهزم رافع وأصحابه وسير أخاه محمد بن هرثمة إلى محمد بن زيد يستمده ويطلب ما وعده من الرجال فلم يفعل ولم يمده برجل واحد، وتفرق عن رافع أصحابه وغلمانه وكان له أربعة آلاف غلام ولم يملك أحد من ولاة خراسان قبله مثله، وفارقه محمد بن هارون إلى إسماعيل بن أحمد الساماني ببخارى وخرج رافع منهزما إلى خوارزم على الجمازات وحمل ما بقي معه من مال آلة وهو في شرذمة قليلة وذلك في رمضان سنة ثلاثة وثمانين ومائتين.
فلما بلغ رباط جبوه وجه إليه خوارزمشاه أبا سعيد الدرغاني ليقيم له الأنزال ويخدمه إلى خوارزم فرماه أبو سعيد في قلة من رجالة وغدر به وقتله لسبع خلون من شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وحمل رأسه إلى عمرو بن الليث وهو بنيسابور.
وأنفذ عمرو الرأس إلى المعتضد بالله فوصل إليه سنة أربع وثمانين [ومائتين]، فنصب ببغداد وصفت خراسان إلى شاطئ جيحون لعمرو.
ذكر عدة حوادث وفيها قدم الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصاص من مصر بهدايا عظيمة من خمارويه فتزوج المعتضد ابنة خمارويه.