(وأحكم أبوابها المصمتات * على السور يحمى بها المستعينا) (وهيا مجانيق خطارة * تفت النفوس وتحمي العرينا) ومنع الأتراك الناس من الانحدار إلى بغداد وأخذوا ملاحا قد أكرى سفينته فضربوه وصلبوه على دقلها فامتنع أصحاب السفن إلا سرا.
وكان وصول المستعين إلى بغداد لخمس خلون من المحرم من هذه السنة فنزل على محمد بن عبد الله بن طاهر في داره ثم وافى بغداد القواد سوى جعفر الخياط وسليمان بني يحيى بن معاذ وقدمها جلة الكتاب والعمال وبني هاشم وجماعة من أصحاب بغا ووصيف.
ذكر البيعة للمعتز بالله وفي هذه السنة بويع المعتز بالله وكان سبب البيعة له أنه لما استقر المستعين ببغداد أتاه جماعة من قواد الأتراك المشغبين فدخلوا عليه وألقوا أنفسهم بين يديه وجعلوا مناطقهم في أعناقهم تذللا وخضوعا وسألوه الصفح عنهم والرضا.