ثم خرج عليهم الكمين، فانهزموا وأسر مطر بن جامع وعدة من القواد فقتله علي بغلامه جعفرويه، وعاد إلى الأهواز وأرسل رؤوس القتلى إلى الخبيث العلوي.
وكان علي وأغرتمش بعد ذلك في حروبهم على السواء، وصرف صاحب الزنج أكثر جنوده إلى علي بن أبان؛ فما رأى ذلك أغرتمش وادعه وجعل علي يغير على النواحي، فمن ذلك أنه أغار على قرية بيروذ فنهبها ووجه الغنائم إلى صاحبه.
ذكر دخول الزنج رامهرمز وفيها دخل علي بن أبان والزنج رامهرمز.
وسبب ذلك أن محمد بن عبيد الله كان يخاف علي بن أبان لما في نفس علي منه لما ذكرناه، فكتب إلى انكلاي بن العلوي وسأله أن يسأل أباه ليرفع يد علي عنه ويضمه إلى نفسه، فزاد ذلك غيظ علي منه وكتب إلى الخبيث بالإيقاع بمحمد ويجعل ذلك الطريق إلى مطالبته بالخراج فأذن له، فكتب إلى محمد يطلب منه حمل الخراج فمطله ودافعه، فسار إليه علي وهو برامهرمز، فهرب محمد عنها ودخلها علي والزنج فاستباحها ولحق محمد بأقصى معاقله وانصرف علي غانما.
وخاف محمد فكتب إليه بطلب المسالمة فأجابه إلى ذلك على ما يؤديه إليه، فحمل إليه مائتي ألف درهم فأنفذها إلى صاحب الزنج وأمسك عن محمد بن عبيد الله وأعماله.