فاستمد رافع إسماعيل بن أحمد فسار إليه بنفسه في أربعة آلاف فارس، واستقدم رافع أيضا علي بن الحسين المروروذي فقدم عليه فساروا بأجمعهم إلى شركب وهو بمرو فحاربوه فهزموه وعاد إسماعيل إلى محازل (؟) وذلك سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فسار شركب إلى هراة فطابقه مهدي وخالف رافعا فقصدهما رافع فهزمهما.
وأما شركب فإنه لحق بعمرو بن الليث وأما مهدي فإنه اختفى في سرب فدل عليه رافع فأخذه وقال له تبا لك يا قليل الوفاء ثم عفا عنه وخلى سبيله وسار رافع إلى خوارزم سنة اثنتين وسبعين [ومائتين]، فجبى أموالها ورجع إلى نيسابور.
ذكر الحوادث بالأندلس وبإفريقية في هذه السنة سير محمد بن عبد الرحمن صاحب الأندلس جيشا مع ابنه المنذر إلى المخالفين عليه، فقصد مدينة سرقسطة فأهلك زرعها وخرب بلدها، وافتتح حصن روطة فأخذ منه عبد الواحد الروطي وهو من أشجع أهل زمانه وتقدم إلى دير تروجة وبلد محمد بن مركب بن موسى فهتكهما بالغارة، وقصد مدينة لاردة، وقرطاجنة فكان فيها إسماعيل بن موسى فحاربه فأذعن إسماعيل بالطاعة وترك الخلاف وأعطى رهائنه على ذلك،