أمامها. وأمر بسفن مملوءة من القصب أن يصب عليها النفط وتدخل النهر ويلقي فيها النار ليحترق الجسر، وفرق جنده على الخبثاء ليمنعوهم عن معاونة من عند القنطرة.
فسار الناس إلى ما أمرهم به عاشر شوال وتقدمت الطائفتان إلى الجسر فلقيهما انكلاي بن الخبيث وعلي بن أبان وسليمان بن جامع، واشتبكت الحرب ودامت وحامى أولئك عن القنطرة لعلمهم بما عليهم في قطعها من المضرة وأن الوصول إلى الجسرين العظيمين اللذين يأتي ذكرهما يسهل.
ودامت الحرب على القنطرة إلى العصر، ثم أن غلمان الموفق أزالوا الخبثاء عنها وقطعها النجارون ونقضوها وما كان عمل من الادقال الساج، وكان قطعها قد تعذر عليهم فأدخلوا تلك السفن التي فيها القصب والنفط وأضرموها نارا فوافت القنطرة فأحرقوها، فوصل النجارون بذلك إلى ما أرادوا وأمكن أصحاب الشذوات دخول النهر فدخلوه وقتلوا الزنج حتى أجلوهم عن موقفهم إلى الجسر الأول الذي يتلو هذه القنطرة وقتل من الزنج خلق كثير واستأمن بشر كثير، وصل أصحاب الموفق إلى جسر المغرب فكره أن يدركهم الليل فأمرهم بالرجوع فرجعوا، وكتب إلى البلدان أن يقرأ على المنابر أن يؤتى المحسن على قد إحسانه ليزدادوا جدا في حرب عدوه، وأخرب من الغد برجين من حجارة كانوا عملوهما ليمنعوا