فلما أراد يعقوب العودة إلى سجستان استخلف على نيسابور عزيز بن السري وولي أخاه عمرو بن الليث هراة، فاستخلف عمرو عليها طاهر بن حفص الباذغيسي، وسار يعقوب إلى سجستان سنة إحدى وستين ومائتين وأحب الخجستاني التخلف لما كان يحدث به نفسه فقال لعلي بن الليث إن أخويك قد اقتسما خراسان وليس لك بها من يقوم بشغلك فيجب أن تردني إليها لأقوم بأمورك، فاستأذن أخاه يعقوب في ذلك فأذن له، فلما حضر أحمد يودع يعقوب أحسن له القول ورده وخلع عليه، فلما ولي عنه قال يعقوب أشهد أن قفاه قفا مستعص وأن هذا آخر عهدنا بطاعته، فلما فارقهم جمع نحوا من مائة رجل فورد بهم بشت نيسابور، فحارب عاملها وأخرجه عنها وجباها، ثم خرج إلى قومس فقتل ببسطام مقتلة عظيمة وتغلب عليها وذلك سنة إحدى وستين ومائتين.
وسار إلى نيسابور وبها عزيز بن السري فهرب عزيز وأخذ أحمد أثقاله واستولى على نيسابور يدعو إلى الطاهرية وذلك أول سنة اثنتين وستين ومائتين، وكتب إلى رافع بن هرثمة يستقدمه فقدم عليه فجعله صاحب جيشه، وكتب إلى يعمر بن شركب وهو يحاصر بلخ يستقدمه ليتفقا على تلك البلاد فلم يثق إليه يعمر لفعله بأخيه، وسار يعمر إلى هراة فحارب طاهر بن حفص فقتله واستولى على أعمال طاهر، فسار إليه أحمد فكانت بينهما مناوشات.