إليه بعنوانه الاجمالي المشير إلى الموضوع بإشارة اجمالية كما لا يخفى.
ثم إن المناط في استحقاق العقوبة في نظر العقل بعد ما كان منحصرا بتفويت الغرض الأصلي فلا يرى العقل عقوبة على تفويت كل مقدمة مقدمة وحينئذ فليس الوجوب المتعلق بالمقدمات موجبا لاستحقاق العقوبة على كل مقدمة مقدمة وحينئذ لا مجال لتغير الوجوب القائم بالمقدمات بما يستحق فاعله العقاب على متعلقه بل هذا المعنى أيضا لا يجري في غالب الواجبات النفسية التي لب ارادتها غيرية وان كان في عالم الابراز لم يكن تبع غيره.
نعم في المقام شئ وهو أن المقدمة بتفويتها كما كان علة لفوت الغرض فالاقدام من الأول على هذا التفويت ابراز نحو جرأته على المولى وربما يستحق بهذه الجرأة والطغيان عقوبة مولاه ولكن لا بنحو يتعدد العقوبة بتعدد تفويت المقدمة عرضا إذ مناط الجرأة والطغيان على وحدة الغرض الأصلي فتفويت ألف مقدمة إذا لم [ينته] إلا إلى فوت غرض واحد فلا يكون مثله إلا تجريا واحدا فلا يستحق حينئذ إلا عقوبة واحدة.
وحينئذ فلك أن تقول باستحقاق العبد من حين تفويته لكن لا من جهة تفويته بما هو بل من جهة دخوله به في صراط تفويت غرض المولى وهذا نحو طغيان كان شروعه من حين تفويت المقدمة.
وربما يؤيد بناء العقلاء على ذمه بمجرد رفع يده عن الشاهق بلا انتظارهم في لومهم إلى حين موته كما هو ظاهر لصاحب الوجدان.
ثم إنه كما كان تفويت المقدمة من حينه شروعا في الطغيان على المولى وبه يستحق اللوم والعقوبة كذلك اتيانها بقصد التوصل بها إلى ذيها أيضا كان شروعا في تسليمه لمولاه وكونه في صراط اطاعته وانقياده.
ومن المعلوم أن العقل في هذه الصورة أيضا يرى استحقاق المدح والثواب بنفس شروعه بايجادها بهذا القصد.