على ما عرفت بما لا مزيد عليه أجنبية عن هذه المرتبة بمراحل.
ثم إن للعلامة الأستاذ كلام في تصويره إناطة فعلية البعث في المشروطات بوجود الشرط خارجا مع التزامه بكفاية وجوده اللحاظي في توجه اشتياقه.
وملخصه انه من الممكن قيام مفسد في بعثه قبل وجود شرطه فلا جرم يصير بعثه منوطا بانتفاء المفسدة الملازم لوجود شرطه خارجا.
ولكن لا يخفى ما فيه - مضافا إلى أن ظاهر الخطابات المشروطة إناطة الوجوب بجميع مباديه على الشرط كما أن الظاهر منها أيضا أن الحكم بفعليته منوط بنفس الشرط لا بلازمه - انه ما المراد من البعث المانع عنه المفسد؟.
فان أريد مرتبة محركية الاشتياق للمولى في عالم جعل احكامه الفعلية على العباد ففيه: ان هذه المرتبة كما تقدم منتزعة عن مجرد ابراز اشتياقه بانشائه وخطابه ليدعو عبيده عند تطبيقه إلى العمل وبديهي أن هذا المعنى قد تحقق إذ بخطابه أبرز اشتياقه الغير المنوط لوجود شئ خارجا حسب اعترافه.
وان أريد مرتبة محركيته للعبد فقد تقدم انه تبعات تطبيق العبد مفاد الخطاب على المورد وهو حينئذ أجبني عن مضمون الخطابات طرا وكان منوطا بوجود الشرط خارجا بلا احتياج إلى قيام مفسدة في نفسه كما لا يخفى.
ثم إن من شؤون كون المحركية من شؤون تطبيق العبيد كبراه على مورده ان العبد بمحض علمه بحصول الشرط في موطنه يقطع باحتياج حفظه مرام مولاه بحفظ مقدماته فعلا فيطبق الاشتياق الغيري على المقدمة الناشي عن الاشتياق الفعلي الحاصل في طرف لحاظ القيد في موطنه إذ لا يرى حينئذ قصورا في ترشح الاشتياق الغيري من الاشتياق الفعلي المنوط بوجود الشئ المحرز في موطنه فيتحرك العبد حينئذ نحو المقدمات قبل حركته نحو ذيها.
وحينئذ لنا أيضا [ان] نقول: إنه لو كانت المحركية الفعلية للمأمور [مأخوذة] في فعلية الإرادة ومضمون الخطاب فيلزم الالتزام بتقدم إرادة المقدمة