فان قيل: لا بد للقدرة من أثر عقلا، والعدم لا يصلح أثرا، لأنه نفي محض. وأيضا فالأثر لا بد أن يستند إلى المؤثر ويتجدد، والعدم سابق مستمر، فلا يصلح أثرا للقدرة المتأخرة.
قلنا: العدم إنما يجعل أثرا للقدرة باعتبار استمراره. وعدم الصلاحية بهذا الاعتبار في حيز المنع، وذلك لأن القادر يمكنه أن لا يفعل فيستمر، وأن يفعل فلا يستمر. فأثر القدرة إنما هو الاستمرار المقارن لها، وهو مستند إليها، ومتجدد بها.