الحسن سبقت إلى الايمان والتصديق به وعن مجاهد الموت وقال قتادة هي النجوم وقال عطاء هي الخيل في سبيل الله. وقوله تعالى (فالمدبرات أمرا) قال علي ومجاهد وعطاء وأبو صالح والحسن وقتادة والربيع بن أنس والسدي هي الملائكة زاد الحسن تدبر الامر من السماء إلى الأرض يعني بأمر ربها عز وجل ولم يختلفوا في هذا ولم يقطع ابن جرير بالمراد في شئ من ذلك إلا أنه حكى في المدبرات أمرا أنها الملائكة ولا أثبت ولا نفى.
وقوله تعالى (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة) قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية وهكذا قال مجاهد والحسن وقتادة والضحاك وغير واحد وعن مجاهد أما الأولى وهي قوله جل وعلا. " يوم ترجف الراجفة " فكقوله جلت عظمته " يوم ترجف الأرض والجبال " والثانية وهي الرادفة فهي كقوله " وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة " وقد قال الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه " فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال " إذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك " وقد روى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري بإسناده مثله ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: " يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه " وقوله تعالى (قلوب يومئذ واجفة) قال ابن عباس يعني خائفة وكذا قال مجاهد وقتادة.
(أبصارها خاشعة) أي أبصار أصحابها وإنما أضيف إليها للملابسة أي ذليلة حقيرة مما عاينت من الأهوال.
وقوله تعالى (يقولون أئنا لمردودون في الحافرة) يعني مشركي قريش ومن قال بقولهم في إنكار المعاد يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلى الحافرة وهي القبور قاله مجاهد وبعد تمزق أجسادهم وتفتت عظامهم ونخورها ولهذا قالوا (أئذا كنا عظاما نخرة) وقرئ ناخرة وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة أي بالية قال ابن عباس وهو العظم إذا بلي ودخلت الريح فيه (قالوا تلك إذا كرة خاسرة) وعن ابن عباس ومحمد بن كعب وعكرمة وسعيد بن جبير وأبي مالك والسدي وقتادة الحافرة الحياة بعد الموت وقال ابن زيد الحافرة النار وما أكثر أسمائها هي النار والجحيم وسقر وجهنم والهاوية والحافرة ولظى والحطمة. وأما قولهم (تلك إذا كرة خاسرة) فقال محمد بن كعب قالت قريش لئن أحيانا الله بعد أن نموت لنخسرن قال الله تعالى (فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة) أي فإنما هو أمر من الله لا مثنوية فيه ولا تأكيد فإذا الناس قيام ينظرون وهو أن يأمر الله تعالى إسرافيل فينفخ في الصور نفخة البعث فإذا الأولون والآخرون قيام بين يدي الرب عز وجل ينظرون كما قال تعالى " يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا " وقال تعالى " وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر " وقال تعالى " وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب " قال مجاهد " فإنما هي زجرة واحدة " صيحة واحدة وقال إبراهيم التيمي أشد ما يكون الرب عز وجل غضبا على خلقه يوم يبعثهم وقال الحسن البصري زجرة من الغضب وقال أبو مالك والربيع بن أنس زجرة واحدة هي النفخة الآخرة وقوله تعالى (فإذا هم بالساهرة) قال ابن عباس الساهرة الأرض كلها وكذا قال سعيد بن جبير وقتادة وأبو صالح وقال عكرمة والحسن والضحاك وابن زيد الساهرة وجه الأرض وقال مجاهد كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها قال والساهرة المكان المستوي وقال الثوري الساهرة أرض الشام وقال عثمان بن أبي العاتكة الساهرة أرض بيت المقدس. وقال وهب بن منبه الساهرة جبل إلى جانب بيت المقدس. وقال قتادة أيضا الساهرة جهنم وهذه الأقوال كلها غريبة والصحيح أنها الأرض وجهها الاعلى وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا حرز بن المبارك الشيخ الصالح حدثنا بشر بن السري حدثنا مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي " فإذا هم بالساهرة " قال أرض بيضاء عفراء خالية كالخبزة النقي وقال الربيع بن أنس " فإذا هم بالساهرة " يقول الله عز وجل " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار " ويقول تعالى " ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا