سعيهم مشكورا " وقال تعالى " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن " الآية. وقوله تعالى " وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة " أي كان من المؤمنين العاملين صالحا المتواصين بالصبر على أذى الناس وعلى الرحمة بهم كما جاء في الحديث الشريف " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " وفي الحديث الآخر " لا يرحم الله من لا يرحم الناس " وقال أبو داود حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن ابن عامر عن عبد الله بن عمرو يرويه قال: من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا. وقوله تعالى " أولئك أصحاب الميمنة " أي المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين. ثم قال " والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة " أي أصحاب الشمال. (عليهم نار مؤصدة) أي مطبقة عليهم فلا محيد لهم عنها ولا خروج لهم منها. قال أبو هريرة وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومحمد بن كعب القرظي وعطية العوفي والحسن وقتادة والسدي " مؤصدة " أي مطبقة. قال ابن عباس مغلقة الأبواب وقال مجاهد أصد الباب بلغة قريش أي أغلقه وسيأتي في ذلك حديث في سورة " ويل لكل همزة لمزة ". وقال الضحاك " مؤصدة " حيط لا باب له. وقال قتادة " مؤصدة " مطبقة لا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها آخر الأبد. وقال أبو عمران الجوني إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار وكل شيطان وكل من كان يخاف الناس في الدنيا شره فأوثقوا بالحديد ثم أمر بهم إلى جهنم ثم أوصدوها عليهم أي أطبقوها قال فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدا ولا والله لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبدا ولا والله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبدا.
ولا والله لا يذوقون فيها بارد شراب أبدا. رواه ابن أبي حاتم. آخر تفسير سورة البلد ولله الحمد والمنة.
سورة الشمس تقدم حديث جابر الذي في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ " هلا صليت ب " سبح اسم ربك الاعلى " " والشمس وضحاها " " والليل إذا يغشى "؟ ".
بسم الله الرحمن الرحيم والشمس وضحاها (1) والقمر إذا تلاها (2) والنهار إذا جلاها (3) والليل إذا يغشاها (4) والسماء وما بناها (5) والأرض وما طحاها (6) ونفس وما سواها (7) فألهمها فجورها وتقواها (8) قد أفلح من زكاها (9) وقد خاب من دساها (10) قال مجاهد " والشمس وضحاها " أي وضوئها وقال قتادة " وضحاها " النهار كله. قال ابن جرير والصواب أن يقال أقسم الله بالشمس ونهارها لان ضوء الشمس الظاهرة هو النهار " والقمر إذا تلاها " قال مجاهد تبعها.
وقال العوفي عن ابن عباس " والقمر إذا تلاها " قال يتلو النهار وقال قتادة إذا تلاها ليلة الهلال إذا سقطت الشمس رؤي الهلال وقال ابن زيد هو يتلوها في النصف الأول من الشهر ثم هي تتلوه وهو يتقدمها في النصف الأخير من الشهر. وقال مالك عن زيد بن أسلم إذا تلاها ليلة القدر. وقوله تعالى " والنهار إذا جلاها " قال مجاهد أضاء وقال قتادة " والنهار إذا جلاها " إذا غشيها النهار وقال ابن جرير: وكان بعض أهل العربية يتأول ذلك بمعنى والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة الكلام عليها " قلت " ولو أن هذا القائل تأول ذلك بمعنى " والنهار إذا