قال فالتفت فلم أر أحدا فخرجت إلى الباب فقلت مر بكم رجل عليه مقطعات يمنية؟ قالوا ما رأينا أحدا فكانوا يرون أنه إلياس ثم رواه من طريق أخرى عن ثابت بنحوه وليس فيه ذكر إلياس والله سبحانه وتعالى أعلم.
ما يجادل فئ آيات الله إلا الذين كفروا فلا كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد (4) كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب (5) وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار (6) يقول تعالى ما يدفع الحق ويجادل فيه بعد البيان وظهور البرهان " إلا الذين كفروا " أي الجاحدون لآيات الله وحججه وبراهينه " فلا يغررك تقلبهم في البلاد " أي في أموالها ونعيمها وزهرتها كما قال جل وعلا " لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد " وقال عز وجل " نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ " ثم قال تعالى مسليا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في تكذيب من كذبه من قومه بأن له أسوة من سلف من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنه قد كذبهم أممهم وخالفوهم وما آمن بهم منهم إلا قليل فقال " كذبت قبلهم قوم نوح " وهو أول رسول بعثه الله ينهى عن عبادة الأوثان " والأحزاب من بعدهم " أي من كل أمة " وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه " أي حرصوا على قتله بكل ممكن ومنهم من قتل رسوله " وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق " أي ما حلوا بالشبهة ليردوا الحق الواضح الجلي.
وفد قال أبو القاسم الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أعان باطلا ليدحض به حقا فقد برئت منه ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم " وقوله جلت عظمته " فأخذتهم " أي أهلكتهم على ما صنعوا من هذه الآثام والذنوب العظام " فكيف كان عقاب " أي فكيف بلغك عذابي لهم ونكالي بهم قد كان شديدا موجعا مؤلما قال قتادة كان شديدا والله. وقوله جل جلاله " وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار " أي كما حقت كلمة العذاب على الذين كفروا من الأمم السالفة كذلك حقت على المكذبين من هؤلاء الذين كذبوك وخالفوك يا محمد بطريق الأولى والأحرى لان من كذبك فلا وثوق له بتصديق غيرك والله أعلم.
الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (7) ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم (8) وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم (9) يخبر تعالى عن الملائكة المقربين من حملة العرش الأربعة ومن حوله من الملائكة الكروبيين بأنهم يسبحون بحمد ربهم أي يقرنون بين التسبيح الدال على نفي النقائص والتحميد المقتضي لاثبات صفات المدح " ويؤمنون به "