عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم " وقال البخاري " فسلام لك " أي مسلم لك أنك من أصحاب اليمين وألغيت أن وبقي معناها كما تقول أنت مصدق مسافر عن قليل إذا كان قد قال إني مسافر عن قليل وقد يكون كالدعاء له كقولك سقيا لك من الرجال إن رفعت السلام فهو من الدعاء وقد حكاه ابن جرير هكذا عن بعض أهل العربية ومال إليه والله أعلم. وقوله تعالى " وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم " أي وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق الضالين عن الهدى " فنزل " أي فضيافة " من حميم " وهو المذاب الذي يصهر به ما في بطونهم والجلود " وتصلية جحيم " أي وتقرير له في النار التي تغمره عن جميع جهاته. ثم قال تعالى " إن هذا لهو حق اليقين " أي إن هذا الخبر لهو حق اليقين الذي لا مرية فيه ولا محيد لاحد عنه " فسبح باسم ربك العظيم " قال الإمام أحمد حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى بن أيوب الغافقي حدثني إياس بن عامر عن عقبة بن عامر الجهني قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم " فسبح باسم ربك العظيم " قال " اجعلوها في ركوعكم " ولما نزلت " سبح اسم ربك الاعلى " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اجعلوها في سجودكم " وكذا رواه أبو داود وابن ماجة من حديث عبد الله بن المبارك عن موسى بن أيوب به. وقال روح بن عبادة حدثنا حجاج الصواف عن أبي الصواف عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " هكذا رواه الترمذي من حديث روح ورواه هو والنسائي أيضا من حديث حماد بن سلمة من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم به وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير وقال البخاري في آخر كتابه حدثنا أحمد بن أشكاب حدثنا محمد بن فضيل حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود من حديث محمد بن فضيل بإسناده مثله آخر تفسير سورة الواقعة ولله الحمد والمنة.
سورة الحديد قال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا بقية بن الوليد حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن عرباض بن سارية أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وقال " إن فيهن آية أفضل من ألف آية " وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن بقية به وقال الترمذي حسن غريب.
ورواه النسائي عن ابن أبي السرح عن ابن وهب عن معاوية بن صالح عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلا ولم يذكر عبد الله بن أبي بلال ولا العرباض بن سارية والآية المشار إليها في الحديث هي والله أعلم قوله تعالى " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم " كما سيأتي بيانه قريبا إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (1) له ملك السماوات والأرض يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير (2) هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم (3)