له " ورواه الترمذي وابن ماجة من حديث زيد بن الحباب والنسائي من حديث المعافى بن عمران كلاهما عن سهيل بن عبد الله القطيعي به وقال الترمذي حسن غريب وسهيل ليس بالقوي ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن هدبة بن خالد عن سهيل به وهكذا رواه أبو يعلى والبزار والبغوي وغيرهم من حديث سهيل القطيعي به. آخر تفسير سوره المدثر ولله الحمد والمنة.
سورة القيامة بسم الله الرحمن الرحيم لا أقسم بيوم القيامة (1) ولا أقسم بالنفس اللوامة (2) أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه (3) بلى قادرين على أن نسوي بنانه (4) بل يريد الانسان ليفجر أمامه (5) يسئل أيان يوم القيامة (6) فإذا برق البصر (7) وخسف القمر (8) وجمع الشمس والقمر (9) يقول الانسان يومئذ أين المفر (10) كلا لا وزر (11) إلى ربك يومئذ المستقر (12) ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر (13) بل الانسان على نفسه بصيرة (14) ولو ألقى معاذيره (15) قد تقدم غير مرة أن المقسم عليه إذا كان منتفيا جاز الاتيان بلا قبل القسم لتأكيد النفي والمقسم عليه ههنا هو إثبات المعاد والرد على ما يزعمه الجهلة من العباد ومن عدم بعث الأجساد ولهذا قال تعالى " لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة " قال الحسن أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة وقال قتادة بل أقسم بهما جميعا هكذا حكاه ابن أبي حاتم وقد حكى ابن جرير عن الحسن والأعرج أنهما قرءا " لا قسم بيوم القيامة " وهذا يوجه قول الحسن لأنه أثبت القسم بيوم القيامة ونفي القسم بالنفس اللوامة والصحيح أنه أقسم بهما جميعا معا كما قاله قتادة رحمه الله وهو المروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير واختاره ابن جرير فأما يوم القيامة فمعروف وأما النفس اللوامة فقال قرة بن خالد عن الحسن البصري في هذه الآية أن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه: ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي ما أردت بحديث نفسي. وإن الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه. وقال جويبر بلغنا عن الحسن أنه قال في قوله " ولا أقسم بالنفس اللوامة " قال ليس أحد من أهل السماوات والأرضين إلا يلوم نفسه يوم القيامة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم عن إسرائيل عن سماك أنه سأل عكرمة عن قوله " ولا أقسم بالنفس اللوامة " قال يلوم على الخير والشر لو فعلت كذا وكذا ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن إسرائيل به. وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا سفيان عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير في قوله " ولا أقسم بالنفس اللوامة " قال تلوم على الخير والشر ثم رواه من وجه آخر عن سعيد أنه سأل ابن عباس عن ذلك فقال هي النفس اللئوم وقال على ابن أبي نجيح عن مجاهد تندم على ما فات وتلوم عليه وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس اللوامة المذمومة وقال قتادة " اللوامة " الفاجرة قال ابن جرير وكل هذه الأقوال متقاربة المعنى الأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها على الخير والشر وتندم على ما فات وقوله تعالى (أيحسب الانسان أن لن نجمع عظامه) أي يوم القيامة أيظن أنا لا نقدر على إعادة عظامه وجمعها